خرجت من غرفتها وانا فى قمة ذهولى لااكاد اعى مايحدث حولى من احداث او ما يسيروا بجوارى من مخلوقات فلم اكن افقت من تأثير مخدرها بعد رغم ان ما حدث ليس بجديد على فقد تعرضت له اكثر من مرة من قبل بل وبدرجة اكبر مما حدث الآن. فهى دائما تتعمد اثارتى بشكل مباشر حتى تلك اللحظة التى استسلم لها تماما فاذ فجأة تصيح لتيقظنى من تلك النشوة التى اكون وصلت لها. فى البداية كانت مجرد زميلة ليس اكثر ولا اقل تعرفت عليها قبل سبعة اشهر حين التحقت بالعمل فى هذه الشركة. صدمت حين قالت لى انها اتمت الثلاثين فى نوفمبر الماضى برغم انها تبدو اصغر من ذلك كثيرا. تكبرنى بستة اعوام كاملة ورغم ذلك تبدو فى الخامسة والعشرين. لم تتزوج بعد برغم جاذبيتها وحضورها الدائم المتألق
عذراء هى ام لا هذا شىء لايعلمه الا الله .
سرعان ماتطورت العلاقة بيننا حتى صارت تربطنا صداقة لاتتعدى مكان العمل. دائما نشارك بعضنا الحديث عن زملاءنا ولا يخلو الحديث ايضا من بعض العبارات التى كانت تلقيها على مسامعى بنغمة مختلفة وبصوت يبدو كأنه صوت اخر غير صوتها.تضغط على الحروف وتخرج الكلمات من شفتاها متأنية كأنها تسير تتبختر يمينا ويسارا فى الهواء الطلق.
هذه العبارات عادة ما تحمل معنيين احدهما يأتى فى سياق الكلام والاخر اذا فسرته تجده لايقال الا من زوجة لزوجها اثنا ممارستهما للحب معا.
كأن تقول لى مثلا ذات يوم
- امبارح كنت عايزة اخد دش قبل ماانام
- طب ومخدتيش ليه ؟
- منا كسلت اخده لوحدى
لم اكن اتجاوب معها فى البداية فانا لست من ينظر للمرأة من خلال جسدها او غرائزها فالمرأة بالنسبة لى كائن ملىء بمشاعر واحاسيس يصعب على الكثير من الرجال تفهمها وادراكها واحتوائها. انظر دائما للمرأة من خلال افكارها وتطلعاتها واحلامها. مشاعرها اتجاه حبيبها حتى وان لم يكن ظهر بعد. لذلك كذبت نظرة الرجل الشرقى فى داخلى وظللت اتعامل معها بطريقة متحضرة حتى جاء ذلك اليوم المشهود. هو يوم لن انساه طوال حياتى. لم اتلامس مع احساس النشوة او السعادة قبل هذا اليوم بالرغم من انى لست حديث العهد بالعلاقة بالجنس الآخر و علاقتى مع النساء ليست بالقليلة.
جاء ذلك اليوم الذى اضطررنا فيه للعمل بعد انتهاء ساعات العمل الرئيسية لاستكمال بعض المهام اللازم الانتهاء منها قبل صباح اليوم التالى
لم يكن فى الشركة غيرى انا وهى والمدير المالى الذى يجلس فى غرفته الملاصقة لغرفتى فى الطابق العلوى مدفونا تحت تل من الاوراق بينما تجلس هى وحدها فى الطابق الاسفل.
نزلت لاسفل لانسخ بعض المستندات فى الغرفة الخالية بالطبع من سكانها الاصليين و التى توجد بها آلة التصوير بجوار غرفتها مباشرة.
كنت فى عجلة من امرى فانا اكره ان اجلس اكثر من ساعات العمل الرئيسية او ان يجور العمل على الوقت الذى يستمتع فيه المرء بحريته الشخصية بعيدا عن ضغوط الحياة.
اضعط على زر الالة بعصبية وكأنها سترتعد منى وتنجز تصوير الورق فى وقت اسرع. انظر الى الاوراق فى يأس وتبدو لى انها لن تنتهى ابدا.اصل الى قمة انفعالى وعصبيتى وازفر فى توتر واذ فجأة اجد رائحتها تتهادى متسللة الى انفى رغما عنى ارفع رأسى لاجدها قادمة مرتدية قميص ازرق سماوى شفاف قليلا يظهر ما تحته من حامل صدراسود مطرز بعناية فائقة.
ارى بداية خط فى منتصف صدرها يرسم الطريق الى بداية تكوين انثوى غاية فى الخطورة والجمال. ساقاها يغطيهما جونلة طويلة تكسو حتى قدميها وعرضها يكفى لان تأخذ خطوة واسعة بطول حوضها.
وقفت بجانبى تطلب ان تأخذ النسخة التى تريدها وتذهب ولكنى رفضت باصرار مقررا انها يجب ان تبقى حتى انتهى انا مما فى يدى. لم تعاند مطلقا وكأن الفكرة جاءت على هواها.
جلست على طاولة خلفى مباشرة. اعطيتها ظهرى مستكملا مابدأته. اخذت تدندن بالحان عذبة لااعرف من اين اتت بها. كانت الطاولة خلفى تماما وقريبة منى مرتفعة بالقدر الذى يجعلها عندما تجلس عليها تكون رأسها فى مستوى رأسى.
لم افاجاء حين وجدتها تربت على كتفى الايسر طالبة منى ان اسرع قليلا ولكن سرعان مااستقرت يدها كما تستقر اليمامة على غصن شجرة. واصلت عملى فى سكون تام فانا اريد اليمامة ان تشعر وكأنها فى بيتها بين اطفالها حتى اعرف بالظبط مايدور فى خلدها وما تضمر فى نيتها لى.
لم يدم استقرار اليمامة طويلا فى مكانها فقد بدأت يدها تتحرك الى اليمين قليلا مستخدمة اناملها الرقيقة وكأنها الاطراف التى تسير عليها حتى وصلت الى رقبتى من الخلف بدأت تتحسس باصابعها خلف اذنى و رأسى ها هى تهبط الى رقبتى مرة اخرى وكان استسلامى لها بمثابة ضوء اخضر جعلها تهب باناملها الى خذى ومن ثم الى شفاتى حينئذ لم اتمالك نفسى واستدرت فى بطء شديد جدا ونظرت اليها وجدتها تنظر لى وعيناها تمتلئان بلمعان غريب يدعونى لان اقترب اكثر
لم ارفض الدعوة وواصلت الاقتراب حتى وجدت ذراعى تطوف بوسطها وتطوقها. امتدت يداها خلف رأسى لتجذبنى اكثر اليها وفتحت ساقيها لكى تشعر بجسدى اكثر وهويقترب ويذوب فى جسدها لاصقا وجهى فى وجهها حتى صارت ذرات الهواء التى تخرجها زفيرا هى نفسها التى اتنفسها شهيقا لمست انفى ارنبة انفها وكأنها تقبلها. اوشكت شفتاى على فعل نفس الشىء
ولكنها تململت من بين ذراعيى بلطف شديد وهبطت من فوق الطاولة بخفة متجهة الى غرفتها مغلقة بابها خلفها وشعرت وقتها بان المكان كله قتله الصمت.
صمت مطبق
مثل صمت القبور
وللحديث بقية
.......